قال مستشار رفيع للمرشد الإيراني، علي خامنئي، إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عليه التخلي عن فكرة أن الضغوط يمكن أن تُجبر إيران على تقديم تنازلات، مضيفًا أن طهران ما زالت مستعدة لإجراء محادثات على قدم المساواة، لكنها لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم.
وقال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، كمال خرازي، في خطاب ألقاه بمؤتمر في طهران، يوم الأحد 16 نوفمبر (تشرين الثاني): “على رئيس الولايات المتحدة أن يقبل بأن السلام لا يتحقق بالقوة”.
وتوجه خرازي بحديثه إلى ترامب، قائلاً: “كما اختبر أسلافك إيران ورأوا أنه لا يمكن تدميرها بالقوة، وأنها ثابتة في الدفاع عن حقوقها، عليك أن تدرس تجربتهم. تعالَ وأجرِ مفاوضات حقيقية مع إيران على أساس الاحترام المتبادل”.
وتابع: “بالطبع، يجب أن تعلم أننا لن نتخلى عن التخصيب، ولن نتخلى عن قوتنا العسكرية”.
وقال خرازي إن إيران بدأت إنتاج الأسلحة والصواريخ خلال حربها مع العراق، في ثمانينيات القرن الماضي، وأصبحت منذ ذلك الحين قوة صاروخية كبيرة.
وأكد خرازي أن الأمم المتحدة فشلت في حماية حقوق إيران خلال حرب الـ 12 يومًا. وقال: “لقد رأيتم أن الأمم المتحدة لم تساعد إيران، وأن الأمين العام لم يكتفِ إلا بالدعوة إلى ضبط النفس”.
وشدد على أن الولايات المتحدة وإسرائيل تتحملان مسؤولية الضربات، التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، في يونيو الماضي، واصفًا إياها بأنها غير قانونية.
وأضاف: “إن مهاجمة المنشآت النووية أمر غير قانوني أساسًا، خاصة المنشآت الخاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، مشيرًا إلى أن على واشنطن قبول المسؤولية.
وجدير بالذكر أن المحادثات الأميركية مع طهران، بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، قد جرت في وقت سابق من هذا العام بمهلة مدتها 60 يومًا. وفي اليوم الـ 61، شنّت إسرائيل حملة عسكرية مفاجئة، في 13 يونيو (حزيران) الماضي، اختُتمت بضربات أميركية في 22 من الشهر ذاته، استهدفت مواقع نووية إيرانية رئيسة في أصفهان ونطنز وفوردو.
وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، وتصف الهجمات بأنها غير قانونية.
وطالبت الولايات المتحدة بأن تتخلى إيران عن تخصيب اليورانيوم على أراضيها، بينما تصر طهران على أن برنامجها النووي حق دولي مشروع.
وجاءت تصريحات خرازي بينما ألقى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، كلمة في المؤتمر نفسه بطهران.
وقال عراقجي إن إيران مستعدة لجولة أخرى من الصراع، محذرًا من أن الأطراف الأخرى يجب أن تختار الطريق، الذي ستسلكه بين الدبلوماسية والحرب بعد المواجهات العسكرية، التي استمرت 12 يومًا في يونيو الماضي.
وأضاف أن تجربتي المفاوضات والحرب ماثلتان أمام أعيننا، و”على الذين يريدون التعامل مع إيران أن يختاروا أيّ تجربة يعتمدونها. ونحن مستعدون لكلتيهما”.